الاثنين، 14 يونيو 2010

قسوة القلب



أعظم داء يصيب القلب داء القسوة والعياذ بالله 
ومن أعظم أسباب القسوة بعد الجهل بالله تبارك وتعالى
الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها،وكثرة الاشتغال بفضول أحاديثها
فإن هذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب والعياذبالله تبارك وتعالى.
إذ اشتغل العبد بالأخذ والبيع واشتغل أيضا بهذه الفتن الزائلة والمحن الحائلة سرعان ما يقسو قلبه لأنه بعيد عن من يذكره بالله تبارك وتعالى
فلذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يوغل في هذه الدنيا أن يوغل برفق،
 فديننا ليس دين رهبانية ولا يحرم الحلال سبحانه وتعالى 
ولم يحل بيننا وبين الطيبات
ولكن رويداً رويدا فأقدار قد سبق بها القلم وأرزاق قد قضيت يأخذالإنسان بأسبابها دون أن يغالب القضاء والقدر
يأخذها برفق ورضاء عن الله تبارك وتعالى في يسير يأتيه وحمد وشكر لباريه سرعان ما توضع له البركة ويكفى فتنةالقسوة نسأل الله العافية منها
فلذلك من أعظم الأسباب التي تستوجب قسوة القلب الركون إلى الدنيا وتجد أهل القسوة غالبا عندهم عناية بالدنيا يضحون بكل شيء يضحون بأوقاتهم
يضحون بالصلوات يضحون بارتكاب الفواحش والموبقات
ولكن لاتأخذ هذه الدنيا عليهم لا يمكن أن يضحي الواحد منهم بدينار أو درهم منها فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى القلب
والدنيا شُعب الدنيا شُعب ولو عرف العبد حقيقة هذه الشُعب لأصبح وأمسى ولسانه ينهج إلى ربه ربي نجني من فتنة هذه الدنيا فإن في الدنيا شُعب ما مال القلب إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده ثم إلى ما بعده حتى يبعد عن الله عز وجل وعنده تسقط مكانته عند الله ولا يبالي الله به في واد من أودية الدنيا هلك والعياذ بالله
هذا العبد الذي نسي ربه وأقبل على هذه الدنيا مجلا لها مكرما فعظّم ما لا يستحق التعظيم واستهان بمن يستحق الإجلال والتعظيم والتكريم سبحانه وتعالى فلذلك كانت عاقبته والعياذ بالله من أسوء العواقب
ومن أسباب قسوة القلوب بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته
ولذلك ما ألف الإنسان صحبة لا خير في صحبتها إلا قسي قلبه من ذكرالله تبارك وتعالى ولا طلب الأخيار إلا رققوا قلبه لله الواحد القهار ولا حرص على مجالسهم إلا جاءته الرقة شاء أم أبى جاءته لكي تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدا صالحا مفلحا قد جعل الآخرة نصب عينيه
لذلك ينبغي للإنسان إذا عاشر الأشرار أن يعاشرهم بحذر 
وأن يكون ذلك على قدر الحاجة حتى يسلم له دينه
فرأس المال في هذه الدنيا هو الدين
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تهب لنا قلوبا لينة تخشع لذكرك وشكرك
اللهم إنا نسألك قلوبا تطمئن لذكرك
اللهم إنا نسألك ألسنة تلهج بذكرك
اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا ويقينا صادقا وقلبا خاشعا
وعلما نافعا وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم 
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ماظهر منها وما بطن